حقيقة المرض الروحي ولماذا مشاكلنا كثيرة ولماذا نفشل بحياتنا

بسم الله الرحمن الرحيم 

قاعدة مهمة : الشيطان يريد أن يتخفّى إذا مسّك بحسد او سحر او عشق .. ويحاول أن لا ينكشف بكل الطرق .. فينجح فقط ولا تلحظ وجوده إذا كان يزاحمك في جسدك عندما تكون بعيد عن الله ومسرف بالمعاصي والذنوب أي يكون قلبك خرب وميت .. فهنا يستطيع هو الحياة لأنك ميت حقيقة .. وإذا بدأت بالتوبة والعزم على التقرّب من الله .. فهو سيبعدك بأي طريقة إيحائية أو يستنجد بالشياطين الأخرى فيزورك ويلتصق بك اصدقاء السوء او يزيّن لك ويذكّرك بعمل معصية تحبها ويشوّقك لها وزيارة اماكن خربة تعمل بها الذنوب .. فتعود لحالتك السابقة وتنسى التوبة .


فإذا فشل في طريقته هذه .. ولازلت تنوي التوبة وترتقي في التقرّب لله بالعبادات القلبية وبالجوارح .. فإن قلبك يبدأ بالنبض وتنفتح فيه بصيص نور ولكنه ضعيف وباهت .. ومع هذا فإن الشيطان يبدأ بالألم ويعتبرها تحدي ومسألة حياة او موت .. فيبدأ بحيل وخدع اقوى من السابقة .. وهنا يحرص بعدم الكشف عن وجوده في داخل جسدك ويعلم أنه لابدّ له من المغامرة والمحاولة وإلا تكون اهتديت إن لم يعمل شيء .. فيقوم بإيذاءك جسدياً .. فتظهر عليك اوجاع مفاجئة وآلام غريبة لم تكن بالسابق .. ربما تبدأ قوية وغالبا ما تكون اوجاع في منطقة معينة فتزداد حتى لا تشعر بالغرابة .. ولأن المريض يكسل او ينشغل باوجاعه عن عزمه او نيته بالاعمال أياً كان نوعها ؛ دنيوية أو دينية تطوعية او فرض .. فهنا المريض يذهب للمستشفيات ويراجع دون حل لأن كل الكشوفات سليمة .. المقصود انه ربما ظفر بهذه الطريقة فانشغالك يوم قد يزيد ريصبح يومين وتزيد ثالثة واسبوع وشهر حتى تنسى عزمك على التوبة والتقرّب لله .. ثم تختفي فجأة اوجاعك .


الكثير وخاصة في السحر أو المسّ القديم إذا بدأ بفتح صفحة جديدة مع الله يجد ما لا طاقة له في منزله .. بحيث تجد المرأة زوجها عصبي وهي كذلك وخلال كلمتين بدأ العراك بينهما .. تشتعل المشاكل بينهما وهو يعلم الخبيث أن برنامج الرقية الشرعية يحتاج له هدوء ومواضبة شديدتين وحرص جمّ .. او تظهر الامور المفزعة في المنزل ويزداد الخوف والفوبيا من لا شيء والقلق والكآبة والارتياب والاستيقاظ بالفزع والاصوات والخفقان والتقريص .. كثير يجد ابناءه وقد اصيبوا بامراض غريبة وعجيبة وصعبة .. فالرسالة هنا معناها شيء واحد .. لا تعبد الله وارجع للسابق وإلا حولنا حياتك لجحيم وامراض ومشاكل وسنعصف في بيتك حتى نهدّه .. ولا يعلم الشيطان ان مكره وخداعه واعماله ضعيفة .. فآية واحدة كفيلة بجعله يصرخ من الألم .. والادهان بزيت الزيتون المقري فيه تجعله في هم ونكد طيلة الليل .. وشرب ماء زمزم او ماء عادي مقري فيه يجعله يحترق احتراقا .. فالله تعالى لم يخلق هذا الجسد إلا لروحك فقط .. فإن اراد الشيطان مزاحمتك فيها ؛ فسيندم اشدّ الندم ويتغصص ويتجرّع ألوان العذاب كل يوم وكل دقيقة إن أنت كنت مؤمناً صالحاً تعرف كيف تجاهده وتتعامل معه .

صدقوني يفعل في ذات الوقت مائة خديعة وخديعة ليشتت انتباهك وعزمك عن التعبّد لله وطلب المعونة منه عزّ وجّل .. سلني ورني لخبيرٌ ببعض اموره ومسالكه .. ربما تجد شخص حبيبٌ لقلبك فجأة يشتمك ويبدأ بمعاداتك وعمل المكايد لك .. مديرك تجده يدقق عليك بدون سابق إنذار او سبب مقنع ويفتعل المشاكل لك فتنهار وتبحث عن راحة واستجمام في شيء يريح العارض الشيطاني ويتعبك من دون ان تشعر فتقهقر للخلف .. فسنّة الله تعالى هي إما أن تتقدّم أو تتأخر .. يزيد إيمانك أو ينقص ! ولربما انتكست نكسة مخيفة فتترك الدين كله .. فانتبه لهذا .

شاب وجد اباه واخوانه ينادونه بالقرد والغوريلا لأنه اطلق لحيته في محاولة أن يتقرّب إلى شبراً فيتقرّب الله منه ذراع .. شهر فقط فلم يقوى على مقاومة اقرب الناس له .. سلّ المسحورين والممسوسين عن اهليهم واخوانهم وعداوتهم غير المبررة لهم ؟ فستسمع العجب العجاب .. أمك – ولا احنّ ولا ارقّ قلباً لك منها – ستجدها سلاح بيد العارض الشيطاني بأساليب ترغمك على الإستسلام .. يا ولدي دع الرقية الشرعية ؛ أنت موسوس واتعبت وخوّفت اهلك وضيّعت فلوسك .. اخوانك سينصحوك بدون ملل او كلل ويخبروك بأنك اصبحت ممل ومزعج وتغيّرت للأسوأ عندما تتبعت الموضة واصبحت تائب او مطوّع .. يعني ما احد مؤمن ولا يعرف الاسلام إلا أنت .. زوجتك ستجرّك ربما بشكل غريب للدنيا ومصائبها وآفاتها أو أن تريد التجديد في العلاقة بينكما .. سترقص لك .. ستقيم سهرات ماجنة مباحة .. لمَ كل هذا ؟!

المسألة ببساطة قصة قديمة جداً واخبرنا الله تعالى عنها حين خلقَ آدم عليه السلام ؛ وحصلت في مكان غير كوكبنا وبالتحديد في السماء .. حيث تحدّى الشيطان الله تعالى ؛ وقال بكل عنجهية وثقة : كما خسرتني ؛ ساجعلك تخسره بتفضيلك إياه عليّ .. فأنا أنا وأما هو فلا يقوى عليّ ولن يخضع إلا لي وسيستبدل الخضوع لك بالإنقياد لي ؛ طوعاً أو كرها .

نصراني .. بوذي .. يهودي .. مجوسي .. رافضي .. صوفي قبوري .. ملحد .. منافق .. صاحب هوى .. مادي دنيوي عابد للمال .. كل هؤلاء عبدوا الشيطان طوعاً فلا يهتّم بأي ارضٍ ما توا او بأي حالة عاشوا حياتهم ؛ سعداء ام اشقياء .. معافين ام مرضى ومبتلين .. اغنياء ام بؤساء .. على خلق أم تأذت حجار الأرض من اعمالهم .. وأما المسلم الموّحد فلعدوّ الله طريقين :  أحدهما أن يضلك ويعمل جاهداً ليل نهار وبمعاونة جيش من الأبالسة إنس وجن أن تترك عبادة الله فتنحرف عنها لدين غير دينه الحنيف ؛ فتصبح لعيناً كأصحاب الفريق الأول السابقين الذين يطيعوا الشيطان طوعاً ؛ علموا او جهلوا بذلك ! 

او تكون ممن عزفت عن معرفة ما ينفعك .. اي جاهل عاميّ غارق في دياجيّ الظلمة والغوغاء .. لا تعرف من الصلاة وكيفية ادائها الا حركات رياضية ؛ غالباً ما تردّ عليك ولا تُقبَل لأنها تفتقد للأركان التي لا تقبل إلا بها .. فتنقرها نقرا .. وتجمع الفرضين والثلاث في دقيقتين .. بللت جسدك وتحسب ان ما فعلته وضوء وهو في الحقيقة بعيد كل البعد عن شرط الصلاة الأول .. وحتى إن صمت فليس لك منه إلا الجوع والعطش .. وغيره من حج رفث فيه وفسق .. فهذا إن اخذ حسنة يكون قد سبقها بمئات السيئات ويختمها بآلاف الذنوب التي يقع عليها يحسبها بحجم الذباب .. وقد استغرب السلف من مسلم طالت حياته حتى وصل لسن الستين وهو لم يذرف لله دمعة واحدة خشوعاً بين يدية وخشية منه .. والغالب فيمن مثله لا يقومون الليل أساساً جيفة في الليل وجواظ في النهار .. وكأني وقد نوديَ للجهاد وهو يتعلل بولده ؛ فالولد مجبنة ويخاف على زوجته وتجارته بالضياع .. ولا تسل عن اخلاقه وتعاملاته ؛ فهو مملكة الحيوان في جسدٍ واحد .. ففيه حقد الجمل وشراهة الكلب وفسق الفأر وصولة الأسد وأذية العقرب ووروغان الثعلب ونفخ الوزغ وغيره .. وهنا الشيطان ينتظر ويصبر حتى يفوز منه بكلمة تهلكه او بعمل فيرتد به او ناقض ينتهكه بجهله فيبوء بالإثم العظيم والخسران المبين .

وثانيهما : أن يعمد الشيطان لحيلة تعلّمها حين كان آدم عليه السلام طيناً لازب لا يتحرّك لأن الله تعالى لم ينفخ فيه الروح .. وهي الغزو المباشر للجسد والجري في عروقه ومحاولة السكن فيه ومزاحمة روحك .. وهي ما يشاع بين الناس بمسميات عدّة ( السحر – المسّ – الحسد – العين – العشق ) .. وهو في الحقيقة واحــــــد .. أفهمت ؟! المرض الروحي – يا أحبة – هو دخول أو مسّ شيطان في جسد السليم بهدف واحد لا غير وهو الإستيلاء على قلبك وجعله عفن .. خَرِبْ .. أسود .. ومن ثم ميت ! لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً بأدوات لا نعلمها إلا أنه يحيل جسدك لجيفة وأما روحك فيجعلها ضعيفة .. هزيلة .. مظلمة .. نائية .. هاربة مما يصلحها ويقويها ومن ثم هالكة بوقوعها فريسة يومية لِشتّى اصناف حبائله ومكائده وشروره .. سيقال لك : عُمِلَ لكَ عمل سحري .. مشموم او مدفون من اثرك او مشروب ؛ فهل أنت تنكر السحر ؟ فقلت آمنت بالله وما ينكره إلا كافر يكذّب صريح القرآن ! وحسدك إنسي أو جنيّ وحُذّرنا من ذلك في صحيح السنة ؛ فالعين حقّ وتدخل الجمل القدر والرجل القبر ! وهل يصل لهذا ؟! نعم .. واسوأ من هذا فالسرطان يخبرني معالجٌ خبير بأنه آفة شيطانية لعينة هو مسببها .. وأمراض نفسية عظيمة كالتوحُّد والهلوسة والانفصام والجنون ؛ لا تخرج إلا من قذارته .. فإن صحّ قولك هذا .. فكيف نفهم بأنه واحد ؟! ما أردت قوله أيها المباركين المصطفين من دون الناس بأعظم إبتلاء ؛ أن الخبيث الأحمق والذي لا تنطلي علينا حيله وأكاذيبه ؛ يتعلّل ويتعذّر بأسباب واهية .. وهي قوله : عقدة عقدها ساحر ؛ وجبَ عليّ سحره والموت لي إن لم اطع المارد او العفريت او الملك الأزرق .. أو يقول : تعرّت الفتاة وعشقتها حين نست تحصينها .. أو كنت جالساً في غرفة الصالون ونظرَ الحاسد ولم يبرِّك ويذكر الله ؛ فارسلني من عينه .. ألا ترون أن الداخل في كلا الحالات شيطان ! وأن الأساليب التي يتبعها واحدة ! وأن الهدف المرجو منه واحد ! وأن بقاءه موتٌ لك أو بقاءه موتٌ له  .. ففي الأولى يفوز بضلالك وفي الأخرى تفوز بولايتك لله .. وعندها لا يهمّ إن كنت مسحوراً او ممسوساً بعشق أو بالانتقام منك لأنك الباديء في اذيته .. او بحسد او بعين . 

فإذا يسّر الله لك العلم والصبر .. وسرت في طريق الله بجدّ وشمرت عن ساعديك .. فهنا تصبح المكاشفة لا مناص منها .. فيأتيك بمنامك حقيقة وتعي ان هذا الطيف او الروح التي تراها بحلمك اانه جني .. وغالباً ما يأتيك ليهددك ويخيفك ويظهر قوته لك وانه المسيطر والاقوى .. فيأتيك بصورة اسد او تمساح او ثعبان او حشرة او كلب او تنين او ديناصور حتى  او كائن خرافي مفزع او انسان بشع غير طبيعي مخيف .. فاعلم عندها انه لا سبيل للعودة للخلف .. فإما أن ينتصر هو فتعود اسوأ مما قبل وبك من الامراض ما لا يعلمه الا الله .. او تتنتصر أنت بقدرة الله تعالى وبأمره المحقق ولكن تحتاج عندها ان تتسلح في هذه الحرب .. والسلاح هنا ليس عشوائي كما يفعل الكثير بل هو محدد ومعروف ومعلوم ومؤكد لأنه صحيح ولا يشكّ في صحته إلا كافر بالإسلام .. فقد علّمنا النبي عليه الصلاة والسلام كل شيء عن هذا السلاح .. وتمّت تجربته ملايين المرات ونجح في القضاء عليه وتمّ طرده ودحره .

تم عمل هذا الموقع بواسطة