تريد العلاج ؟!

وهل تبحث عن الدواء ؟!

وهل يأست من التشتت ؟!

وهل تريد الوقوع علي المجرّب الخبير والطبيب المعالج والمستشار الناصح والمقاتل الشجاع ؟!

وهل تريد كفّه .. هزيمته .. طرده .. دحره .. واخراجه بالقوة الجبرية ؟

وهل تريد رؤية عجزه .. هوانه .. ذلّه .. ضعفه .. بل حتى بكاءه ؟!

وهل تريد الراحة .. السعادة .. الطمأنينة .. الهناء .. العافية .. الصحة ؟!

وهل تريد ألا تشعر بالتعب .. بالألم .. بالقلق .. بالفزع .. بالأوجاع ؟!

وهل تريد النجاح والتخلّص من الفشل الذي سببه لك الخبيث في دنياك وبعملك وفي أهلك وفي مالك وحطّم طموحك فخسرت دنياك ؟

وهل تريد أن تتعبّد الله دون عناء .. مشقة .. مجاهدة .. صعوبة تصل كأنك ترفع جبلاً شاهقاً فوق ظهرك حينما تعزم على الذهاب لصلاة لا تأخذ سوى دقائق ؟!

ماذا تريد ؟! ماذا تريدين ؟! دعني ودعيني اسمعك بوضوح .. نعم حتى هذا وتلك وذاك وكل ما تتمناه موجود .. 

هل اجبت عن كل هذه الأسئلة .. واصابك الفضول بمعرفة الطريقة ؛ وتريد معرفتها وتطبيقها في الحال ؟!

اسألك بالله أن تغمض عينيك لبرهة وتغوص في داخلك وتتعمّق في نفسك وتبحث عن اجابة لسؤال واحد فقط وعن كلمة واحدة الآن توجد في قرارة نفسك …  هــــل أنــــت صـــادق .. تريد علاجك وعلاوة على ذلك كل ما ذكرت ؟! 

اعِدْ المحاولة مرة أخرى .. ولكن 

هذه المرة جرّب شيئاً يصعقك .. يفاجأك .. يفغر فاهك .. يسكّثنك بلا حراك او يجعلك مذهولاً للدرجة القصوى ..


اجعـــل حياتــــك كأنـــــها شـــريط سينمائـــــي يمّــــر أمــــام عينيــــك .. الآن .. الان 


اخفاقاتك .. آلامك .. اوجاعك .. كل المواقف التي سببها لك العارض الشيطاني الخبيث ..  وكنت لا تعلم أنه خلفها .. وأنه المسؤول عن عدم حفظك للقرآن بسهولة كصديقك ! وأنه المسؤول عن عدم محافظتك للصلاة في المسجد وعلى وقتها كما يفعلها بكل أريحية أبيك ! وهو المسبب عن نومك الثقيل الطويل الذي اضاع عمرك والقيام بأعمال كانت ستجعلك ناجحاً .. مشهوراً .. غنياً .. محبوباً .. وذا خلق جمّ ! وهل تعلم أن له القدرة على التأثير على من حولك ؛ فجعلك عدواً لهذا وليته لم يفعل لأنه أخي الذي قطعني واصبح يبغضني كأنك صهيوني ومديري الذي دمّر مصدر رزقي بتأخري وغيابي وحججي الواهية وكرهه لي من دون سبب ؛ فحرمت من المناصب والعلاوات والترقيات .. اقسم بالله أنه هو خلف كل صغيرة وكبيرة سببت لك المتاعب والمشاكل والهموم والغموم والتنغيص والنكد والكد والجهد البالغين ! إنه ببساطة هو التشتت وبلا وجوده جماع الأمر .. وهو الصعوبة والإستحالة وبلا وجوده هو السهولة والبركة .. وهو التعب والمشقة وبلا وجوده الراحة والتحصيل الميسّر .. وهو الفشل والضياع وبلا وجوده التوفيق والنجاح !



المسألة الأولى : نسبة الشفاء لأي مريض روحي هو مضمون 100% :-

 أي مرض يصيب المسلم فهو ينقسم لقسمين :

 أ )  المرض العضوي والنفسي ( غير الروحي ) والذي يصيب الإنسان هو تحت مشيئة الله تعالى أن يشفيه أو يتركه فترة لتكفير ذنوبه ثم شفاءه أو حتى لا يكتب له الشفاء ؛ بأقدار وحكمة لا نعلمها .. فكم من مريض بصداع لا يجد له علاج حتى يموت .. وفي المقابل يجد شخص آخر ألم برأسه ويأخذ حبة اسبرين او بنادول فيشفى مباشرة .. فالصداع هنا إما يكون مرض بحد ذاته وعلاجه مسكّن وقد يكون عَرَض لمرض يخفى عليك وعلى الطبيب فلا يُكتشف .. فيبقى الصداع يلازمك حتى تعرف الخلل الذي سبّب الصداع .. فيكون علاج العضو المريض في داخلك هو علاجك الوحيد للصداع .. فربما لا تعرف طيلة حياتك المسبّب للصداع ويخفي الله تعالى على الأطباء معرفة العضو الذي سبب لك الصداع ..  فمهما صغر او كبر المرض غير الروحي ؛ فأنت تحت مشيئة الله تعالى بشفاءك او من عدمه .. هذه سنّة الله ليس لها تبديل .. فإذا اتتك ” حُمَى ” فلا تقل سأخذ مخفّض حرارة لتذهبها ! فلربما تكون هذه المرة قاتلتك ! 

ب ) المرض الروحي وهي الحالة التي تمرّ فيك بسبب مسّ شيطاني يسكن في جسدك .. فيصبح الجسد البشري مسكن لروحين يتزاحمان فيهما ويتقاتلان ويصطرعان فيها بشكل يومي وبكل دقيقة حتى في حال يقظتك ومنامك ؛ شعرت بذلك أم لم تشعر .

ولكن ابشّرك بأن المرض الروحي ؛ سُنّة الله تعالى فيه الوعد بالشفاء والعافية إن أنت تعالجت بالدواء الوحيد له .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله  ..  فأقول ثقةً بالله وبعقيدة سليمة سنيّة سلفية على منهاج النبوّة ومن مشكاتها أن المرض الروحي ليس يقع تحت المشيئة الإلهية بالشفاء إن اراد شفاءك شافاك وإلا لا .. بل المرض الروحي هو تحت الوعد الإلهي بالشفاء .. فإذا تداويت بالدواء الذي وُصِفَ لك من حبيبنا المصطفى عليه الصلاة والسلام وقرره وعلّمه الأمة لكل مصاب بمرض روحي فالعلاج هنا مضمون بــ  100 ٪ .. فما ظنّك بطبيبك يكون الحبيب عليه الصلاة والسلام ؛ فهل تشّك لحظة أو ذرّة بأنه يخطيء ؟! حاشاه ومن ينطق عن الهوى فطبّه وعلاجاته بأبي هو وأمي لعلاج المرض الروحي هي الوحيدة التي تكون نهايتها الشفاء التّام .. وما ظنّك بطبيبك المصطفى عليه الصلاة والسلام يخبرك بأن الله تعالى وعده بأن أي مسلم يستخدم هذا العلاج سيشفيه ويعافيه .. فهل بعد هذا تكذّب أو تشّك أو تقع تحت الحيرة أو تجرّب ؟!  

يجـــب يا أخــي المسحور .. ويا أخـــتي المحســـودة ؛ وأنـــت تقــــرأ هذه الســـطور تـــصل لمرحلة اليقين بجدوى العلاج وبضمانه بنسبة تصل لــ 100% .. فسترى بأم عينيك – ويعي كلامي من جرّب محاربة العارض الشيطاني بداخله – أن الشيطان سيوس لك يومياً وفي كل مرّة أن هذا العلاج غير مفيد ولا يأتي بنتيجة .. هل فهمتني ؟! أنا أقول ( يومياً ) بل كل مرة تستخدم العلاج النبوي سيوحي لك بوسواسه وبتكرار كثير أنك لم تصل للعلاج بعد أو أنك لم تعرف تستخدمه بشكل صحيح أو أنك لم تعرف الجرعات الصحيحة والطريقة المناسبة .. وغير هذه من الهرطقات الشيطانية .. وسأخبركم لاحقاً لماذا بإذن الله وسأعلمك حقيقة أعظم حيلة لدى العارض الشيطاني واكشفها لكم في مسألة قادمة .. فتابعها هناك .

هذه سنّة إلهية ولن تجد لسنّة الله تبديلا .. فأهم نقطة تتعلّمها هنا بالوعد الإلهي بالشفاء هو لماذا هذا الوعد القاطع والجازم ؟!

لأن الله تعالى عندما خلقك كإنسان ؛ فأنت عن جزئين : جوهر + وعاء .. وهو ما تعرفه بالروح + الجسد .. فاعلم أن الروح ثابتة لا تتغيّر .. أما الجسد الذي هو وعاء وحافظة للروح هو المتغيّر والمتحلّل .. والذي في النهاية يبلى .. فالروح البشرية ثابتة وقديمة .. قال تعالى (  ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين ) .. فالروح قديمة وأما الجسد يخلقه الله تعالى كل فترة أو مرحلة ويصوّره ويبريه بحسب حكمته والبيئة التي ستحتوي هذه الروح .. فروحك ستسكن جسدك في الأرحام وستتغير إذا عشت على الأرض وتبلى لتعيش في القبر والبرزخ بشيء لا نعلمه ومن ثم ستأخذ جسد جديد يوم القيامة بعضهم كالذر وبعضهم طويل العنق وبعضهم منير وبعضهم مظلم وبعضهم لا يستطيع الإنحناء وغيرها .. وفي كل هذه الحالات كانت الروح هي هي .. أي لم تتغيّر وثابتة .

فاعلم إذاً أن جسدك خُلِقَ لروحك  فقط .. هذه سنّة الله .. والشيطان طفيلي وغازي ومزاحم للسكن في جسدك .. فلن ترتاح مطلقاً بوجوده وعلاوة على ذلك هو منذ أن يطأ جسدك سيعمد للتخريب في جسدك وافساده وامراضك وربما شلّ حركتك أو حتى قتلك في نهاية المطاف .

فأنت تعلم الآن أن الله تكفّل بردّ عادية المعتدي الشيطاني عن المؤمنين ؛ فهل يشكّ مسلم عاقل أن الله تعالى لا ينصر المؤمن الذي اغتصب الشيطان – الذي هو اصل الشرور والعدوّ الأول لبني آدم – سكنَ روحه واعتدى على طهرَ قلبه ليفسده ؟ .. وهو تعالى في ذات الوقت يدافع عن المؤمنين .. وهو الذي لم يجعل للشيطان على المؤمنين من سبيل .. وهو الذي صنع بنفسه الدواء والعلاج للمرض الروحي ولم يجعله كيميائيا أو عشبياً أو غيره .. وهو الذي أوحى للنبي عليه الصلاة والسلام بالدواء ليشافيك .. فهل تظنّ بعد هذا كله بوجود شكّ ولو بنسبة بسيطة أنه لا ضمانة بالتعافي من هذا المرض ؟! 

..

المسألة الثانية : وصفة العلاج والدواء للمرض الروحي :-     

إن فهمت هذه المسألة تكون عرفت حقيقة الدواء 

الروشتة او الوصفة هنا ليست اسبرين او بنادول لنخبرك عنها وتنتهي القضية كما يظنّ الكثيرين .. أو وصفة عسل سدر مع قسط هندي وسدر .. أو وصفة الشيخ المحارب .. او وصفة ابن عثيمين رحمة الله عليه .. ليس هذه الوصفات جميعها الدواء وربّ الكعبة ولو خدعوك البعض ! فاسأل المسحورين والممسوسين واصحاب المرض الروحي .. فالغالبية طبّق كل الوصفات واستخدم الرقى الشرعية ولم يتداوى ولم يتشافى .. لماذا ؟

لأن المشكلة تتعلق بعالم ( الأرواح ) .. فالطفيلي هو روح دخيلة على الجسد .. وروحك سماوية تريد طرده من الجسد .. فلا تنفع هنا الكريات الدم البيضاء ومضادات ومواد مأخوذة من زمزم او من عشبة او من غيرها .. لا يا اخي ويا اختي ليس ما فهمته هو الصحيح .

بل الدواء له أصل وله فرع .. له أساس وله ثانوي .. له الركن وله ما يكمله .

لنعود للمشكلة لنفهم الدواء كيف سيكون .. الشخص السليم هو عبارة عن ( روح خلقها الله + جسد كالوعاء لها ) .. أما الشخص المريض بالمرض الروحي هو عبارة عن ( روح خلقها الله + جسد كالوعاء للروح السماوية + روح شيطانية طفيلية دخيلة على الجسد ؛ فهي غازية ) ..

فلننظر حينها للروح السماوية ماذا ستفعل ؟!

١/ ستقاتله .. وتنتصر إما بطرده أو بقتله .

٢/ ستقاتله .. وتظلّ تصارعه سنين عديدة لا فائز ولا مغلوب .. فالحرب سجال .

٣/ ستستسلم مباشرة لضعف الروح السماوية .. فهي قبل مجيء المسّ الشيطاني تكاد تموت .

فكل هذه الحالات تعتمد على قوة الروح التي خلقها الله التي هي نفسك .. فقوتك تعتمد على درجة قربك لله تعالى .. وبهذه القوة تستطيع منازلة ومقاتلة الشيطان وطرده او قتله او حتى حرقه .. هكذا ببساطة عالم خفي لا تراه بعينيك ولكنه مثل العالم الحقيقي الذي نعيشه .

فمثلاً الكافر الغاصب لأرضك أو الغازي لبلدك موجود في عالم حقيقي مادي ملموس .. سيكون القتال هنا بالأجساد فقط .. وكل ما تعرفه من اسلحة وتجهيزات للمقاتلين هي أدوات تساعد هذه الأجساد لتنتصر .. وإلا الأساس أن الاجساد هي التي تتقاتل وتستعين حينها بمعونات وادوات لتتقوى وتحارب بها وعندها تعتمد الحرب على ( العزيمة + فعالية الأسلحة التي مع المقاتل ) .. وينتصر ويفوز صاحب العزيمة والصبر الأكبر من صاحب العزيمة الخائرة الضعيفة المنهزمة ..  والأسلحة دائماً مساعدة .

إذاً .. الحرب بين جيشي المسلمين والصليبيين او اليهود .. هو قتال بين المؤمنين أولياء الله .. وبين وكلاء وجند الشيطان في العالم المادي .

والحرب في المرض الروحي هي حرب بين الروح السماوية المؤمنة وبين الروح الشيطانية بدون وكالة .. أي يغزوك بنفسه .


فكلما كنت قريباً من الله تعالى كنت اقوى في حربك للغازي الشيطاني .. وكلما كنت بعيدا عن الله تعالى كلما كنت لا تستطيع مواجهته او مقاتلته .. وإن كنت بين وبين ؛ فأنت معه في سجال ينتصر يوماً وتنتصر أنت في البعض الآخر .


تم عمل هذا الموقع بواسطة